فجأة أصبح اسم سندبسط يتردد فى الفضائيات...ولمن لا يعرف فسندبسط واحدة من قرى مركز زفتى محافظة الغربية تطل على النيل الخالد قبالة مركز ميت غمر محافظة الدقهلية...سندبسط قرية مصرية بإمتياز جرى عليها ما جرى لمعظم قرى مصر فالبيوت الاسمنتية زحفت على الأراضى الزراعية وأراضي الجزيرة التى كانت تروى بالراحة من مياه النيل وتخرج بإذن ربها أشهى الخضراوات والفواكه تحولت إلى غابة من الاسمنت وبيوت متلاصقة.... حتى النيل الذى كنا نتغزل فى جماله لم يعد هو نفس النيل الذى كنا نجلس أمامه ايام الطفولة حيث فقد الكثير من رونقه وجماله..
وسندبسط مثل كل قرى مصر انبتت علماء وأدباء وأبطال وقدمت شهداء ومثل كل القرى فيها الطيب والشرس والقبيح وفيها التقى وفيها اللئيم....وقدمت فنانا قل إن يجود بمثله الزمان وهو السيد حواس رحمه الله وهو مداح ومبتهل ومنشد والأهم من كبار الرواة على الربابة لسير الأبطال مثل أبو زيد الهلالى وعزيزة ويونس....وكان يبدأ حفلاته فى كل أنحاء مصر بالصلاة والسلام على الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم الافتخار بقريته قائلا(انا السيد حواس من سندبسط يا ناس)
وسندبسط كانت من أولى القرى التى اعترفت بجمهورية زفتى التى أعلنت عام 1919 احتجاجا على نفى سعد زغلول ورفاقه وربما منها أو من إحدى القرى المجاورة لها خرج سبع الليل اللص وقاطع الطريق الذى تحول 180 درجة ليصبح من الشخصيات الوطنية التى وقفت بجوار يوسف الجندى الذى أعلن جمهورية زفتى وتحديها للاحتلال البريطانى وان سبع الليل ورجاله تصدوا لقطار كان يحمل القوات الإنجليزية لتأديب زفتى واجهاض جمهوريتها ....ويقال أن الإنجليز أطلقوا مقولة (ما ازفت من زفتى إلا ميت غمر)بعد المقاومة الشرسة التى تصدت لهم فى زفتى وفى ميت غمر...ويقال أن زفتى كان اسمها فى الاصل (ذو الفتى )ومع الزمن حرف وأصبح زفتى.
نعود لبروز أسم سندبسط فى الفضائيات...المناسبة فوز فريق مركز شباب سندبسط 21/صفر على فريق عمال طنطا فى مباراة كرة القدم التى أقيمت بينهما ضمن مباريات دورى الدرجة الرابعة...النتيجة الثقيلة التى تعرفها مباريات كرة اليد وكرة السلة أثارت الجدل وأثارت الشكوك حول نزاهة المباراة وما إذا كانت تلك النتيجة التي حطمت الأرقام القياسية نتيجة تلاعب...زاد من الشكوك أن تلك النتيجة جعلت مركز شباب سندبسط يتساوى فى النقاط مع مركز شباب محلة مرحوم مع التفوق بفارق هدف واحد مما يؤهل سندبسط للترقى والانتقال لدورى الدرجة الثالثة....وبناء على ما اثير لم يعتمد اتحاد الكرةالمصري نتيجة المباراة وفتح التحقيق فى وقائع المباراة
كواحد من أبناء سندبسط كنت أتمنى أن يفوز فريقها بنتيجة طبيعية ومنطقية وكنت أتمنى أن يتأهل لدورى الدرجة الثالثة بعد التغلب على فريق قوى وليس التغلب على فريق نزل لأرض الملعب ليهزم ويرفع الراية البيضاء من أول المباراة حتى آخرها....الشكوك حرمتنى من الفرحة بفريق قريتى الحبيبة التى يحتضن ثراها ابى وامى واحبائي الذين سبقوا إلى دار الحق .... كم كنت اتمنى ان تحصل سندبسط على 60% باللعب النظيف وليس 100% أمام منافس وهمى لم يسع للمنافسة ولو لدقيقة واحدة طوال المباراة....أتمنى ألا نستمريء والا نعمم نموذج الفوز السندبسطاوى فى حياتنا.
-------------
المقال منشور في العدد الأسبوعي من المشهد